الإعلام الرياضي السعودي- رؤية جديدة تواكب الطموح العالمي
المؤلف: فواز الشريف08.23.2025

في تقديري، وأظن أنكم تتفقون معي، قد أزفت اللحظة لتقديم نموذج إعلامي رياضي سعودي فريد، نموذج مبتكر لا يقتصر على استنساخ النماذج الأجنبية، بل يعكس هوية "العالم السعودي" ويتماشى مع روح "العالم الجديد" بتطلعاته وآفاقه.
إننا، على مستوى منطقتنا وربما قارتنا بأسرها، نمثل عالماً رحباً، متفرداً، آسراً، وملهمًا، بل أصبحنا معيارًا ومثالًا يحتذى به في التقدم والتطور، وذلك بفضل الرؤية الطموحة والإنجازات المذهلة التي تحققت في المملكة. وقد أثار اهتمامي، بصفتي خبيرًا في هذا المجال، الاجتماع الذي عقده معالي وزير الإعلام سلمان الدوسري مع الشركة الحائزة على حقوق بث الدوري السعودي. ولم يسبق لي أن رأيت اجتماعًا مماثلًا إلا في عهد الأمير الراحل تركي بن سلطان، الذي كان يستمد توجيهاته من القيادة العليا للإعلام.
لطالما سعيت إلى أن أوضح لزملائي أن الإعلام ليس مرادفًا للرياضة، وأن الرياضة ليست كل الإعلام، بل إن "الإعلام الرياضي" كيان مستقل له خصائصه الفريدة، وقادر على القيام بأدوار متعددة، من التمثيل إلى الغناء، وحتى التعبير عن الفرح والاحتفاء بالإنجازات، مع الالتزام بالحدود المقبولة والضوابط المهنية. ورغم المكانة الرفيعة التي تحظى بها الرياضة السعودية وأنديتها وجماهيرها، فقد لجأ البعض إلى تبني برامج "الحوارات التلفزيونية" كأسلوب رئيسي، ظانين أنها النموذج الأمثل للإعلام الرياضي. وهكذا، اختُزلت الرسالة الإعلامية في الإثارة والجدل، والمناقشات الحادة، والتجاذبات الجماهيرية التي تهدف إلى زيادة التفاعل الرقمي وجذب المشاهدين لتحقيق الأرباح، وهو ما تعتمده قنوات تفتقر إلى الموارد الكافية، حتى وإن كان ذلك على حساب جودة المحتوى ومصداقيته.
وعندما نناقشهم في ذلك، يستشهدون بالقنوات العالمية، متجاهلين أن معظمها مملوكة لشركات متعددة الجنسيات أو تعكس قيم مجتمعاتها الخاصة. هذا النوع من الإعلام قد يكون جذابًا من حيث الأرقام، لكنه يفتقر إلى العمق ويتجاهل القضايا الهامة ويقلل من قيمة الإنجازات الحقيقية.
فقد تحولت بعض البرامج إلى ساحات لتصفية الحسابات الشخصية، توجهها الأهواء العابرة وتدار بمنطق "الصوت الأعلى" بدلًا من الحوار الموضوعي والالتزام بالمسؤولية المهنية. لقد انحرفت البوصلة عن دور الإعلام في التوعية والتثقيف، وأصبحت تقتصر على تمثيل مصالح الأندية وتكريس التعصب والانتماءات الضيقة، وكأن الرياضة أصبحت مجرد مباراة أو رأي جمهور، وليست منظومة متكاملة تسهم في بناء الاقتصاد وتعزيز الوعي المجتمعي.
أرى أن هذا الاجتماع يؤكد أن الإعلام الرياضي هو امتداد للإعلام الوطني، ومرآة تعكس التطور الحضاري الذي تشهده المملكة في جميع المجالات، وفي القلب منها القطاع الرياضي، الذي لم يعد شأنًا محليًا، بل أصبح جزءًا لا يتجزأ من الحضور السعودي المؤثر على الساحة العالمية، وذلك بفضل الرؤية الطموحة 2030، والدعم السخي من القيادة الرشيدة.
من هنا، تظهر الحاجة الماسة إلى إعادة تعريف الإعلام الرياضي بوصفه مشروعًا إعلاميًا متكاملًا له "ثقافته وأسلوبه وأدواته" الخاصة، يوازي المشروع الرياضي ذاته، ولا يتبعه بشكل أعمى، ولا يشوه صورته أو مسيرته.
إن الإعلام الذي نطمح إليه هو ذلك الذي يتماشى مع قيم الرياضة النبيلة، كالنزاهة، والشغف، والعمل الجماعي، والتطور المستمر. إعلام لا يختزل المشهد في لقطة مثيرة للجدل أو تغريدة استفزازية، بل يتسع ليشمل كافة جوانب القصة ويكشف عن الجهود المبذولة والتحديات التي تسبق الإنجاز.
لقد كان الاجتماع الذي عقده معالي وزير الإعلام مع المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام خطوة رائدة، تعكس إدراك المملكة لأهمية الإعلام الرياضي كعنصر أساسي في المشروع الوطني، وليس مجرد تابع له. وقد أكد تصريح الوزير بأن "وزارة الإعلام تسخر جميع إمكاناتها لدعم تغطية جميع المسابقات الرياضية السعودية، بما يعزز الحضور القوي للمشروع الرياضي السعودي على الصعيدين المحلي والدولي"، مدى وعي الحكومة بالدور المحوري للإعلام كشريك في تحقيق النجاح، لا مجرد ناقل للأخبار والنتائج. وفي المقابل، تبرز شركة "ثمانية" بمنهجها المبتكر وقدرتها على سرد القصص بشكل جذاب، كخيار مثالي لإعادة تقديم الإعلام الرياضي بصورة أكثر مصداقية وعمقًا، من خلال إيصال القصص الرياضية الملهمة إلى كل بيت وإبراز صوت الرياضة السعودية بما يتناسب مع حجم التطورات الهائلة.
إن هذا التحول الجذري في المشهد الرياضي السعودي يتطلب محتوى إعلاميًا يواكب حجمه الهائل ويكشف للجمهور ما وراء الإنجازات الظاهرة، ويوثق النجاحات ليصنع ذاكرة وطنية راسخة للأجيال القادمة. لم تعد التغطية الإعلامية تقتصر على مجرد نقل المباريات والأهداف، بل أصبحت تشمل السياسات الرياضية، والاقتصاد، والتخطيط الاستراتيجي، والتدريب المتطور، وتمكين المرأة في المجال الرياضي، ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعزيز الأثر الإيجابي للرياضة في المجتمع.
لقد آن الأوان لإعادة الاعتبار لمهنة الإعلام الرياضي وربطها بجذورها الأصيلة، لتكون عينًا فاحصة ناقدة ومسؤولة، ولسانًا معبرًا واعيًا، وأداة لنشر المعرفة وليس للترفيه السطحي. لا يتعلق الأمر بقمع النقد أو تقييد حرية الرأي، بل بأن يكون النقد بناءً وموضوعيًا ومسؤولًا، ويهدف إلى دفع الجميع نحو التطور والتحسين المستمر.
الإعلام الرياضي اليوم لا يعاني من نقص في الإمكانات، بل من خلل في الأولويات والاختيارات. ومع إطلاق الاستوديوهات الرقمية المتطورة، والمنصات الإعلامية الحديثة، والتكامل بين المؤسسات الرياضية والإعلامية، أصبح التحول الجذري في فكر الإعلامي أكثر أهمية من الأدوات التي يستخدمها. فالأدوات والدعم متوفران، ولكن الرسالة الإعلامية تحتاج إلى من يحملها بإيمان راسخ وقناعة تامة، لا بحثًا عن الشهرة الزائلة.
إن إعادة الاعتبار للإعلام الرياضي تبدأ من الإيمان بأن الرياضة قضية وطنية جوهرية، وأن كل تغطية إعلامية جادة تسهم في بناء الوعي المجتمعي وتعزيز مكانة المملكة على الساحة الدولية.
لذا، يجب أن ندرك أن الإعلام الرياضي لا يقتصر على برامج "التوك شو" التي تعتمد على إثارة المشاعر والانفعالات، فقد تكون هذه البرامج مهمة لشريحة معينة من الجمهور، ولكنها ليست كل شيء. يمكننا أن نصنع برامج حوارية هادفة يقودها رؤساء تحرير يتمتعون بالرؤية والرسالة الواضحة. فالعمل الناقد البناء هو شريك أساسي في التنمية، ويمكن تحقيق الكثير طالما أننا نمتلك الإمكانات التي تمكننا من تحويل ما نعتبره نقطة ضعف إلى نقطة انطلاق نحو الحلول.
إننا، على مستوى منطقتنا وربما قارتنا بأسرها، نمثل عالماً رحباً، متفرداً، آسراً، وملهمًا، بل أصبحنا معيارًا ومثالًا يحتذى به في التقدم والتطور، وذلك بفضل الرؤية الطموحة والإنجازات المذهلة التي تحققت في المملكة. وقد أثار اهتمامي، بصفتي خبيرًا في هذا المجال، الاجتماع الذي عقده معالي وزير الإعلام سلمان الدوسري مع الشركة الحائزة على حقوق بث الدوري السعودي. ولم يسبق لي أن رأيت اجتماعًا مماثلًا إلا في عهد الأمير الراحل تركي بن سلطان، الذي كان يستمد توجيهاته من القيادة العليا للإعلام.
لطالما سعيت إلى أن أوضح لزملائي أن الإعلام ليس مرادفًا للرياضة، وأن الرياضة ليست كل الإعلام، بل إن "الإعلام الرياضي" كيان مستقل له خصائصه الفريدة، وقادر على القيام بأدوار متعددة، من التمثيل إلى الغناء، وحتى التعبير عن الفرح والاحتفاء بالإنجازات، مع الالتزام بالحدود المقبولة والضوابط المهنية. ورغم المكانة الرفيعة التي تحظى بها الرياضة السعودية وأنديتها وجماهيرها، فقد لجأ البعض إلى تبني برامج "الحوارات التلفزيونية" كأسلوب رئيسي، ظانين أنها النموذج الأمثل للإعلام الرياضي. وهكذا، اختُزلت الرسالة الإعلامية في الإثارة والجدل، والمناقشات الحادة، والتجاذبات الجماهيرية التي تهدف إلى زيادة التفاعل الرقمي وجذب المشاهدين لتحقيق الأرباح، وهو ما تعتمده قنوات تفتقر إلى الموارد الكافية، حتى وإن كان ذلك على حساب جودة المحتوى ومصداقيته.
وعندما نناقشهم في ذلك، يستشهدون بالقنوات العالمية، متجاهلين أن معظمها مملوكة لشركات متعددة الجنسيات أو تعكس قيم مجتمعاتها الخاصة. هذا النوع من الإعلام قد يكون جذابًا من حيث الأرقام، لكنه يفتقر إلى العمق ويتجاهل القضايا الهامة ويقلل من قيمة الإنجازات الحقيقية.
فقد تحولت بعض البرامج إلى ساحات لتصفية الحسابات الشخصية، توجهها الأهواء العابرة وتدار بمنطق "الصوت الأعلى" بدلًا من الحوار الموضوعي والالتزام بالمسؤولية المهنية. لقد انحرفت البوصلة عن دور الإعلام في التوعية والتثقيف، وأصبحت تقتصر على تمثيل مصالح الأندية وتكريس التعصب والانتماءات الضيقة، وكأن الرياضة أصبحت مجرد مباراة أو رأي جمهور، وليست منظومة متكاملة تسهم في بناء الاقتصاد وتعزيز الوعي المجتمعي.
أرى أن هذا الاجتماع يؤكد أن الإعلام الرياضي هو امتداد للإعلام الوطني، ومرآة تعكس التطور الحضاري الذي تشهده المملكة في جميع المجالات، وفي القلب منها القطاع الرياضي، الذي لم يعد شأنًا محليًا، بل أصبح جزءًا لا يتجزأ من الحضور السعودي المؤثر على الساحة العالمية، وذلك بفضل الرؤية الطموحة 2030، والدعم السخي من القيادة الرشيدة.
من هنا، تظهر الحاجة الماسة إلى إعادة تعريف الإعلام الرياضي بوصفه مشروعًا إعلاميًا متكاملًا له "ثقافته وأسلوبه وأدواته" الخاصة، يوازي المشروع الرياضي ذاته، ولا يتبعه بشكل أعمى، ولا يشوه صورته أو مسيرته.
إن الإعلام الذي نطمح إليه هو ذلك الذي يتماشى مع قيم الرياضة النبيلة، كالنزاهة، والشغف، والعمل الجماعي، والتطور المستمر. إعلام لا يختزل المشهد في لقطة مثيرة للجدل أو تغريدة استفزازية، بل يتسع ليشمل كافة جوانب القصة ويكشف عن الجهود المبذولة والتحديات التي تسبق الإنجاز.
لقد كان الاجتماع الذي عقده معالي وزير الإعلام مع المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام خطوة رائدة، تعكس إدراك المملكة لأهمية الإعلام الرياضي كعنصر أساسي في المشروع الوطني، وليس مجرد تابع له. وقد أكد تصريح الوزير بأن "وزارة الإعلام تسخر جميع إمكاناتها لدعم تغطية جميع المسابقات الرياضية السعودية، بما يعزز الحضور القوي للمشروع الرياضي السعودي على الصعيدين المحلي والدولي"، مدى وعي الحكومة بالدور المحوري للإعلام كشريك في تحقيق النجاح، لا مجرد ناقل للأخبار والنتائج. وفي المقابل، تبرز شركة "ثمانية" بمنهجها المبتكر وقدرتها على سرد القصص بشكل جذاب، كخيار مثالي لإعادة تقديم الإعلام الرياضي بصورة أكثر مصداقية وعمقًا، من خلال إيصال القصص الرياضية الملهمة إلى كل بيت وإبراز صوت الرياضة السعودية بما يتناسب مع حجم التطورات الهائلة.
إن هذا التحول الجذري في المشهد الرياضي السعودي يتطلب محتوى إعلاميًا يواكب حجمه الهائل ويكشف للجمهور ما وراء الإنجازات الظاهرة، ويوثق النجاحات ليصنع ذاكرة وطنية راسخة للأجيال القادمة. لم تعد التغطية الإعلامية تقتصر على مجرد نقل المباريات والأهداف، بل أصبحت تشمل السياسات الرياضية، والاقتصاد، والتخطيط الاستراتيجي، والتدريب المتطور، وتمكين المرأة في المجال الرياضي، ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعزيز الأثر الإيجابي للرياضة في المجتمع.
لقد آن الأوان لإعادة الاعتبار لمهنة الإعلام الرياضي وربطها بجذورها الأصيلة، لتكون عينًا فاحصة ناقدة ومسؤولة، ولسانًا معبرًا واعيًا، وأداة لنشر المعرفة وليس للترفيه السطحي. لا يتعلق الأمر بقمع النقد أو تقييد حرية الرأي، بل بأن يكون النقد بناءً وموضوعيًا ومسؤولًا، ويهدف إلى دفع الجميع نحو التطور والتحسين المستمر.
الإعلام الرياضي اليوم لا يعاني من نقص في الإمكانات، بل من خلل في الأولويات والاختيارات. ومع إطلاق الاستوديوهات الرقمية المتطورة، والمنصات الإعلامية الحديثة، والتكامل بين المؤسسات الرياضية والإعلامية، أصبح التحول الجذري في فكر الإعلامي أكثر أهمية من الأدوات التي يستخدمها. فالأدوات والدعم متوفران، ولكن الرسالة الإعلامية تحتاج إلى من يحملها بإيمان راسخ وقناعة تامة، لا بحثًا عن الشهرة الزائلة.
إن إعادة الاعتبار للإعلام الرياضي تبدأ من الإيمان بأن الرياضة قضية وطنية جوهرية، وأن كل تغطية إعلامية جادة تسهم في بناء الوعي المجتمعي وتعزيز مكانة المملكة على الساحة الدولية.
لذا، يجب أن ندرك أن الإعلام الرياضي لا يقتصر على برامج "التوك شو" التي تعتمد على إثارة المشاعر والانفعالات، فقد تكون هذه البرامج مهمة لشريحة معينة من الجمهور، ولكنها ليست كل شيء. يمكننا أن نصنع برامج حوارية هادفة يقودها رؤساء تحرير يتمتعون بالرؤية والرسالة الواضحة. فالعمل الناقد البناء هو شريك أساسي في التنمية، ويمكن تحقيق الكثير طالما أننا نمتلك الإمكانات التي تمكننا من تحويل ما نعتبره نقطة ضعف إلى نقطة انطلاق نحو الحلول.